عرف العالم خلال العقود الأربعة الماضية متغّيرات أساسية ومؤثرة
في السياسة وفي الاقتصاد وفي الانظمة المصرفية والمالية، فسقطت
منظومات وكيانات أممية سياسية واقتصادية
كانت الثورة الكبرى فأزيات الحدود بين الدول « العولمة » ومع دخول العالم
وبات البقاء على الساحة للأقوى
وكان لي خلال هذه الحقبة منذ عام ١٩٧١ شرف معايشة ومتابعة
كل المتغيرات التي حصلت على المستويات السياسية والاقتصادية
والمالية، ذلك من خلال موقعي في العمل المصرفي الطويل، أو من خلال
مشاراكاتي في المؤتمرات والندوات المحلية والاقليمية والدولية، وكذلك من
خلال الكتب التي اصدرتها على مدى سنوات طويلة
ولا أكتف بمراقبة ما يجري، إنما كان لي توقعاتي الخاصة التي كثيراً ما
أصابت
ولأن الفترة الزمنية التي نحن بصددها هي من أكثر وأهم السنوات التي
حفلت بالأحداث السياسية والاقتصادية والمالية، فقد ارتأيت تدوين أهم
المواقف والأراء التي أدليت بها خلال هذه الفترة في كتاب خاص أسميته
: الحصاد